( الفصل الرابع )
* مرحلة الأربعينيات :
- الأوضاع إبان الحرب العالمية الثانية : تميزت مرحلة الأربعينات بعدد من التطورات السياسية المهمة على الصعيدين الدولي والإقليمي ، وكن لبعض تلك التطورات انعكاساتها على الصعيد البحراني . وأهم القضايا في هذا المجال الحرب العالمية الثانية التي كانت قد ابتدأت في العام 1939ولم تنته إلا في صيف عام 1945 . ولذلك كان النصف الأول من الأربعينات حافلا ً بأحداث تلك الحرب بشكل طغى على الهموم المحلية في أغلب البلدان . فبسبب ظروف الحرب كانت هناك مشاكل تتعلق بتوفير المواد الغذائية والوقود والدفاع ، وهذه القضايا جميعا ً كانت مسيطرة على الوضع في البحرين .فكانت هناك إجراءات بريطانية لتأمين قدر من الدفاع عن الخليج في مواجهة احتمال هجمات عسكرية ألمانية على مصادر النفط . وفي البحرين أنشأ البريطانيون فرقة حرس كبيرة لحماية مصانع التكرير سواء من هجمات جوية ألمانية أم من محاولات التخريب التي قد تلجأ إليها ألمانيا .
ونشرت حكومة البحرين إعلانا ً في 12 / 6 / 1940 ( 7 جمادى الأولى 1359 ) جاء فيه : " نخبر العموم بأنه يراد توظيف خمسين رجلا ً لعمل خاص من أعمال الشرطة في معمل التصفية وحقول النفط بشرط أن يكونوا من رعايا حكومة البحرين ، وأن تكون صحتهم ملائمة وأبصارهم صحيحة . وسيعطون أكلا ً وألبسة رسمية ومساكن علاوة على الراتب الشهري وهو 25 روبية . فأي شخص يرغب في الإنضمام عليه أن يأتي إلى القلعة في صباح كل يوم – ما عدا أيم الجمعة – من الساعة 11:30 إلى الساعة 1:30 عربي ( 6:30 إلى 8:30 إنكليزي ) ليعلّم .مستشار حكومة البحرين .
وقامت الإدارة المدنية بتنظيم توزيع المواد الغذائية على الناس وبذلت جهدها للسيطرة على الأسعار في الظروف الاستثنائية التي كانت تمر بالعالم .وبالطبع كانت حاكم البحرين ، الشيخ حمد بن عيسى ( الذي حكم البلاد حتى 1943 ) يؤكد دعمه لقوات الحلفاء في مواجهة دول المحور ( ألمانيا وإيطاليا واليابان ) ، وكانت الخشية تزداد من حصول هجوم ألماني على البحرين ، وبالفعل كانت هناك أكثر من محاولة لتدمير مصفاة النفط ، ولكن القنابل سقطت في البحر .
ولم يبارح القلق البحرين بسبب استعمال البريطانيين قاعدة الجفير البحرية . ومع بداية الحرب كان هناك نقص في الذخيرة المطلوبة لمواجهة أي عدوان ألماني مما سبب قلقا ً في الدوائر السياسية والعسكرية . كما كان القلق يزيد من احتمال هجوم جوي خصوصا ً وأن درجة من التنسيق كانت مطلوبة لإدارة الطيران المدني الذي كان قد بدأ في التزايد منذ مطلع الأربعينات . وبسبب ضعف وسائل للأتصال كثيرا ً ما كادت تقع حوادث كبرى من جراء مرور طيارات غير معروفة في أجواء البحرين .كما حدثت حوادث مفزعة أخرى مثل حادثة إطلاق النار الخطأ من طائرة تابعة للطيران الملكي البريطاني في 16 يناير 1944 مما أحدث إرباكا ً شديدا ً في البحرين .كما أن دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب بجانب الحلفاء على أثر الهجوم الجوي الياباني المباغت على قاعدة بيرل هاربور البحرية الأمريكية عام 1941 فتح الباب الخليجي على مصراعيه للقوات البحرية والجوية الأمريكية . ومنذ العام 1945 بدأت الطائرات الأمريكية تستخدم القاعدة الجوية في المحرق بإذن من السلطات البريطانية .
وازداد عدد السفن الأمريكية التي تستخدم القاعدة العسكرية في الجفير بشكل مضطرد منذ نشوب الحرب . ويشير الجدول التالي إلى عدد السفن الأمريكية التي رست في البحرين منذ عام 1942 مقارنة بالسفن الأخرى.
-------1942____1943____1944___1945___1946____1947بريطانية
----134_____109_____171____171____256_____322أمريكية
----24______51_______188____154____199____179هولندية
----1_______10_______24______27_____25_____31نرويجية
----2_______21_______10______9______40____ 74أخرى----
(- )_______9________12______33_____46____ 177
أما أسباب الحكومة الداخلية فقد استمرت في تفضيل العائلة الحاكمة وعدم الاهتمام الكافي بتطوير حياة الناس . وحتى بعد انتهاء الحرب لم تتغير سياسات الحكومة على الصعيد الداخلي .. وللتدليل على ذلك نسوق المثال التالي (2) :
كتب المعتمد إلى المقيم ، جيفري برايور في 6 / 3 /1946 عن أوضاع البحرين مستعرضا ً طريقة الإدارة وطارحا ً رأيه حول بعض الأمور التي يرى ضرورة ملاحظتها جديا ً ، وفضل أن يستعرض أنشطة كافة دوائر البلاد السبع وهي : الصحة والهندسة والمعارف والجمارك والقضاء والشرطة والمالية . وفي معرض حديثه عن الصحة قال ما نصه : " إن هذه الدائرة تستحوذ على 10% من المصاريف السنوية وهي بمستوى دائرة المعارف ( من حيث الصرف ) ، ولكنها تحظى بأقل كثيرا ً من مخصصات العائلة الحاكمة وما يعادل نصف ما هو مخصص لما يسمى " الدفاع والأمن " وبالتأكيد فإن شعب البحرين يستحق نسبة أكبر من هذه " .وخلال سنوات الحرب كان الهاجس الأمنى للسلطات البريطانية في البحرين يطغى على كل شيء . كما كانت تعتقد أن الحرب الإعلامية جانب من الصراع بين الحلفاء والنازيين . ومن جهتها كانت ألمانيا تمتلك جهازا ً إعلاميا ً ضخما ً موجها ً لكل العالم .
وفي البحرين كان للبث الألماني الإذاعي أهمية متميزة ، حيث كان الشعور بالامتعاض من السياسات البريطانية يدفع الكثيرين ، وخصوصا ً في أوساط المثقفين والأعيان ، للمواظبة على الاستماع إلى إذاعة برلين التي كانت تمارس حربا ً نفسية ضد الحلفاء وخصوصا ً البريطانيين . وفي هذا المجال كانت السلطات البريطانية تراقب اتجاهات الرأي العام لدى المواطنين . وتمنع عن طريق حكومة البحرين الاستماع إلى تلك الإذاعات . وفي 16 / 6 / 1940م ( 11 جمادى الأولى 1359هـ ) أصدرت حكومة البحرين إعلانا ً جاء فيه ما يلي (3) :
" نعلن للعموم أنـــه :1- ممنوع استماع أخبار الراديو من إيطاليا – كما هي الحال مع ألمانيا – في أي مقهى أو مطعم أو نادي أو دكان أو أي محل عام .2- أي شخص ينشر أخبارا ً أو يقوم ببيانات ( سواء بالكلام أو بالكتابة ) يحتمل أن تؤثر في الشعور العام ضد الحلفاء أو بنشر دعاية من مصادر ألمانية أو إيطالية سيعرض نفسه لعقوبة لا تزيد على حبس لمدة ستة أشهر مع الأشغال الشاقة أو غرامة لا تزيد على 2000 روبية .3- تعطى مكافئة لأي شخص يبلغ خبرا ً نتيجته الإدانة على ارتكاب التبعات المذكورة .بأمر حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين
وفي 8 ديسمبر 1941 ( 19 ذو القعدة 1360 ) أصدر مستشار حكومة البحرين إعلانا ً بإسم الحكومة جاء فيه (4) :" نعلن للعموم أنه ممنوع استماع أخبار الراديو من طوكيو أو أي مركز آخر من اليابان في المحلات العامة كالمقاهي والأندية وغيرهما ، كما هي الحال مع " ألمانيا وإيطاليا " . ومن جهة أخرى كان البريطانيون قلقين من تأثير وسائل الإعلام الألمانية على الرأي العام في العالم خصوصا ً أن هناك تذمرا ً شعبيا ً في أغلب البلدان من استمرار الاستعمار البريطاني . ولذلك كانت المؤسسات الدبلوماسية في هذه البلدان تراقب الوضع العام عن كثب وخصوصا ً المواقف السياسية واتجاهات القوى السياسية . وفي البحرين كان هذا التوجه واضحا ً منذ بداية الحرب العالمية الثانية لأن التململ الذي كان يسرى في الأوساط المثقفة كان شديدا ً وخصوصا ً بعد أحداث عام 1938م ، والاعتقالات والتغيرات التي حصلت آنذاك . وكانت المعتمدية السياسية تدرك أبعاد المشاعر الشعبية وآثارها على المعنويات العامة .وبسبب الموقف المعارض لاستمرار تسلط الحكومة البريطانية على البلاد واستمرار دعمها الحاكم المعارض لأبسط درجات الحرية والديمقراطية وبسبب النقمة المتفاقمة على سياسات المستشار تشارلز بلجريف ، كان هناك تيار سياسي يتنامى شيئا ً فشيئا ً في أوساط المتعلمين الذين رجعوا من بيروت والذين بدأوا نشاطات ثقافية من خلال بعض الأندية مثل نادي البحرين ونادي العروبة .
وفي تلك الفترة تكثفت متابعة مواقف الشباب البحراني وميوله وآراءه السياسية . ولم تقتصر المتابعة على ما يقوم به المعتمد السياسي في البحرين بل إن مركز معلومات الشرق الأوسط البريطاني بالقاهرة كان نشطا ً في عملة الرصد والمتابعة .فقد بعث هذا المركز إلى المقيم السياسي في 17 / 6 / 1941 طالبا ً فيها معلومات إضافية عن علي بن خليفة جاء فيها (5) :" خليفة بن علي الخليفة عمره 27 سنة . مسافر على ظهر سفينة أمريكية " الرئيس مونرو " غادر سنغافورة 13 / 6 إلى بومباي . درس في أمريكا ويتحدث الإنجليزية بطلاقة ، يقال أنه ضد الإنجليز جدا ً .فكتب بلجريف إلى المعتمد في 21 / 6 / 1941م قائلا ً (6) : خليفة بن علي هو أحد أبناء الشيخ علي بن خليفة بن دعيج آل خليفة هو رئيس مجلس التجارة ونشط في الشؤون المحلية .
وذهب إلى أمريكا على حساب بابكو . لم يكن له شعور ضد الإنجليز وسمعت بشكل غير رسمي بأنه تحدث بقوة في السفينة التي سافر عليها وأن له تعاطفا ً مع العرب في فلسطين والعراق " .وكان المستشار قد قدم معلومات عن شخص آخر إلى المقيم هو سعود بن ثاني وذلك في 15 / 4 / 1941م جاء فيها : " سعود بن ثاني : أحد اللاجئين من العائلة الحاكمة في قطر . وقضى فترة في السجن العام الماضي وقضى فترة أخرى في المنفى بالعراق ( الزبير ) . يريد الذهاب إلى إيران لأن شيخ البحرين لا يدفع له كفاية . وهذا الرجل هو أول من قام ضد شيخ قطر ولجأ إلى البحرين وعاش في رعاية الشيخ حمد ، كان يحصل على علاوة كبيرة من سموه ولكن المبلغ خفض بسبب سوء سلوكه " .وتقول نشرة المعلومات رقم 7 / 1941 في إطار حديثها عن الأوضاع المحلية : " هناك معلومات إضافية بأن أحمد الجبر ، الموظف بشركة نفط البحرين المحدودة ، وسلطان بن سيف ، كاتب محاكم البحرين ، أعضاء في " النادي المختلط " يستمعون لراديو برلين وباري في بيت علي الوزان ويكتبون رسائل عن البحرين والموانئ الخليجية إلى برلين من خلال عبد العزيز طه البوسعود ( سائق من الخبر ) . وتضيف : " يقال أن كمال المهزع ، سكرتير مدير المعارف في البحرين ، هو مؤسس ورئيس النادي المختلط الرياضي الذي هو ضد البريطانيين ويقال أنه على اتصال مع المذيع العربي براديو برلين عبر إيران والمملكة السعودية .
واستمرارا ً لسياسية مراقبة مواقف بعض الشخصيات البحرانية كتب المعتمد السياسي للمستشار في 13/ 5 / 1941 عن رأيه في بعض الأشخاص . وكانت رسالته تتعرض تحديدا ً لثلاثة أشخاص ورأيه في كل منهم كما يلي :أحمد العمران : له نشاطات ضد الإنكليز ويعبر علنا ً عن ذلك . ويطلب المعتمد عدم توظيفه في الحكومة ( أو إقالته ) ويعتقد أنه ربما كان أحد الأشخاص الذي قاموا بحرق حسابات دائرة الكهرباء (7) .عبد اللطيف الخطراش ، كويتي : له مجلس يحضره جمع كبير من الناس للاستماع لراديو بغداد وبرلين للأخبار لكي يمارس نشاطات ضد البريطانيين (8) .الشيخ عبد الحسين الحلي القاضي الشيعي الرئيسي ( العراقي ) يحث الناس على مقاومة الإنجليز كما فعل العراقيون (9) .فكتب بلجريف للمقيم السياسي ليعطِ رأيه في الأشخاص المذكورين كما يلي : أحمد العمران : درس في جامعة بيروت ثم عمل مدرسا ً في طهران . ولأنه يحمل أفكارا ً سياسية حوّله بلجريف إلى كاتب . له توجهات قومية اكتسبها من بيروت لم يسمع أن له نشاطات ضد الإنكليز علنا ً ولا علاقة له باحتراق الحسابات رغم أنه يعمل كاتبا ً هناك . وقال المستشار أنه إذا كان هناك من الأجانب العاملين في البحرين من له مشاعر ضد الإنجليز فسوف يطرد من عمله .
وقال بلجريف : سمعت أخبارا ً كثيرة عن أناس لهم مشاعر ومواقف ضد الإنجليز ولكنني عند الفحص لم استطع إثبات أي شيء . وقال أنه رفض إقالة عدد من العرب لأن ذلك سيثير الحقد ضد الإنجليز في فترة عصيبة كتلك الفترة . وبخصوص الشيخ عبد الحسين الحلي قال بلجريف أنه لا يوافق أنه ضد الإنجليز بل أن له خطبا ً سابقة تؤيد الإنجليز . ووجوده في البحرين أدى إلى استقرار المحاكم . وأما بخصوص الخرطاش : فقال بأنه سيبقى تحت المراقبة لأن بلجريف سمع بنفسه أنه ضد الإنجليز .
- قضية فلسطين في البحرين : بعد أن قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شهر مايو 1947 تكوين لجنة خاصة بفلسطين للنظر في الوضع واقتراح الحلول ، بدأ واضحا ً أن الاتجاه العام يميل لتقسيم فلسطين خصوصا ً وأن قوات الانتداب البريطانية فشلت في حل الأزمة .وبدأت التظاهرات الاحتجاجية تسود البلاد العربية خلال ذلك العام وشهدت أوجهها بعد صدور قرار التقسيم رقم 181 الذي صدر عن الأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1947 . وشارك الشعب البحراني في دعم القضية الفلسطينية منذ ذلك الوقت .
أقيمت في 3 أكتوبر 1947 في البحرين ، كما في عدد من الدول العربية ، احتفالات إحياء لـ " يوم فلسطين " ، وأغلقت جميع المتاجر والدكاكين والأنشطة التجارية في المنامة احتجاجا ً على " اللجنة الخاصة " التابعة للأمم المتحدة التي أوصت بتقسيم فلسطين . وألقيت كلمات بالمناسبة من قبل عدد من المواطنين وأحد المدرسين المصريين في تجمع صلاة الجمعة بالمنامة .
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم اجتمع ممثلون عن جميع النوادي في البحرين وقرروا إنشاء صندوق لدعم عرب فلسطين لمساعدتهم على عدم بيع أراضيهم لليهود .وفي 3 نوفمبر عقد اجتماع في المنامة لجمع المساعدات المالية لأبناء فلسطين . وترأس الاجتماع الشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة ( عم الحاكم ) ولكنه كان رمزا ً فقط . حيث لم يكن يدري بما يدور ، وكانت الكلمات هادئة ، طبقا ً لتعليمات الحكومة . وجمع في الاجتماع مبلغ من المال قدره حوالي 66000 روبية .وفي الأسبوع الأولى من ديسمبر 1947 حدثت مظاهرات واحتجاجات في الدول العربية احتجاجا ً على قرار تقسيم فلسطين . وشارك شعب البحرين في هذه المظاهرات إلى حد أغضب السلطات البريطانية في البحرين . ففي اليوم الأولى خرج طلاب وطالبات المدارس في مظاهرات صاخبة وسار خلفهم عدد كبير من النساء والشباب .
وطاف الجميع في شوارع المنامة وهم يرددون الشعارات . وأوقف المتظاهرون سيارتين يملكهما أحد اليهود وأخرى كانت تقل عددا ً من اليهود . وألقيت الحجارة على تلك السيارات . وأوقف المتظاهرون كذلك طبيباً أمريكيا ً يعمل بالإرسالية الأمريكية وهم يهتفون " تسقط أمريكا والصهاينة والروس والشيوعيون " . كما ألقى الطين على بيوت عدد من اليهود . وهاجم المتظاهرون كذلك مبنى البنك الشرقي وكسروا زجاج نوافذه حيث كان يعمل بالبنك عدد من اليهود .وفي اليوم الثاني خرجت مظاهرات أكبر ولكن بدون حوادث عنف ، ولكنها رفعت الشعارات المعادية لأمريكا وروسيا .أما في اليوم الثالث فكانت المظاهرات أكبر من اليومين السابقين وأكثر تنظيما ً ، حيث كانت هناك سيارة كبيرة مفتوحة وقف عليها المتكلمون .
وكانت المسيرة منتظمة حتى وصلت إلى مبنى يستعمل كمعبد لليهود حيث قام بعض الشباب باقتحام المبنى ، وأحدثوا به أضرارا ً طفيفة . وفي خلال ساعة واحدة هاجم المتظاهرون اثني عشر بيتا ً وثلاثة دكاكين تابعة لليهود . ورغم تدخل الشرطة لقمع المظاهرات . فقد استمرت طوال اليوم ، فما أن تهدأ في منطقة حتى تشتعل في منطقة أخرى ، ومع ذلك فقد اعتقلت الشرطة أكثر من 70 شخصا ً .وفي مساء ذلك اليوم أعلنت حالة منع التجول ، وصدر إعلان حكومي بمنع التجمع لأكثر من خمسة أشخاص .
أما منظمو تلك المظاهرات فلم يعرفوا لدى السلطات البريطانية التي اعتبرت المظاهرات ضد تقسيم فلسطين أمرا ً غير مرغوب فيه . وكانت هناك مجموعات من الشباب تطلق على نفسها أسماء مثل " الرابطة الوطنية " و " الجبهة الوطنية الشعبية " وتصدر منشورات حول القضايا المختلفة .ووصفت المخابرات البريطانية أعضاء هذه المجموعات في أحد تقاريرها بأنهم " في العادة يقصرون نشاطهم على توزيع المنشورات ، والكلام الكثير ، ولكن يبدو أنهم سريعون في انتهاز الفرصة لإحداث المشاكل ويخشى أن يؤدي نجاحهم الأخير ( في إخراج مظاهرات فلسطين ) إلى تقوية عمودهم " .
وأضاف التقرير : " إن هذه العناصر كانت تناقش خططا ً لتفجير شركة نفط البحرين وللقيام بأعمال أخرى ، ولكن إعلان ابن سعود سياسته تجاه شركات النفط ( في بلاده ) كان له أثر جيد ، وأصبح الحديث عن تلك القضايا ( العنف ) محددا ً . ومن بين الخطط التي ذكرت في هذا الإطار إطلاق عدد من القطط الليلية المبللة بالبرافين بالقرب من المنشآت النفطية " .وتقول التقارير البريطانية أن مظاهرات الاحتجاج ضد فلسطين في ديسمبر 1947 نشأت بعد إضراب الطلاب عن الذهاب إلى المدارس حيث تعلم الناس جدوى سلاح الإضراب ، وأصبح التهديد به أمرا ً اعتياديا ً في المدارس . وانتشرت ظاهرة الإضرابات والحديث عنها في قطاعات مختلفة ومنها إلى موظفي القاعدة الجوية البريطانية بالمحرق . فقد هدد العمال بالإضراب ما لم ترفع أجورهم .
وحدثت محاولة لمنع ناقلات الموظفين التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية من الوصول إلى العمل . ولكن الشرطة تدخلت ومنعت ذلك . وخلال بضعة أيام من المظاهرات والإضرابات قامت حكومة آل خليفة بسجن عدد من الذين اعتقلتهم خلال الاضطرابات ولكنها لم تستطع الوصول إلى العناصر التي خططت لتلك المظاهرات .
وفي 11 / 1 / 1948 ظهرت ملصقات في المنامة تدعو إلى مقاطعة اليهود والسيخ والهندوس . وأشار البريطانيون إلى أن من المحتمل أن يكون الهنود المسلمون وراء تلك الملصقات .وبعد مظاهرات الأيام الثلاثة في ديسمبر بدأ البنك الشرقي يعاني من نقص في عدد الزبائن بسبب وجود عدد من الموظفين اليهود العاملين لديه . بينما توجه الزبائن للبنك الملكي الإيراني .
وفي 24 / 1 / 1948 وصل إلى البحرين السيد جمال الحسيني رئيس اللجنة العربية العليا لفلسطين قادما ً من العراق على متن طائرة مدنية عراقية . وغادر في اليوم التالي إلى الرياض . وخلال وجوده اجتمع مع عدد من الناس في أحد المطاعم حيث أكد لهم بأنه لن يكون هناك وطن لليهود في العالم العربي ، وأشار إلى أن عرب فلسطين " يحتاجون للندقية ، والبندقية فقط " .وفي 23 / 1 / 1948 أقامت أندية البحرين احتفالا ً مشتركا ً بمناسبة مولد الرسول الأكرم محمد (ص) في مبنى نادي البحرين بالمحرق .
وفي 15 / 1 / 1948 بعث نادي البحرين ، وهو أكبر الأندية في البلاد وكان قد افتتح في 7 نوفمبر 1947 بحضور المستشار بلجريف والحاكم ، برسالة للسيد الحسيني لحضور حفل يعق لاحقا ً لجمع المساعدات لأبناء فلسطين .
- بلغ مجموع ما جمع من معونات مالية لدعم فلسطين حتى منتصف مارس 1948 : 105000 روبية ، تم تحويلها إلى الدينار العراقي وأرسلت إلى الرئيس السوري شكري القوئلي .
- في 21 مارس ، وصل جميل بركات ، ابن عم المفتي السابق للقدس ، السيد جمال الحسيني ، والمبعوث الخاص للجنة العربية العليا لفلسطين إلى البحرين جوا ً من البصرة وأقام مع عبد العزيز بن علي البسام ، وهو تاجر سعودي معروف ، ومعه رسائل شكر للتبرعات السخية من الشعب البحراني ، وطلب إرسال مساعدات أكبر .
- وفي 27 مارس ترأس الشيخ عبد الله بن عيسى اجتماعا ً لعدد من التجار الكبار وطلب منهم إنشاء صندوق دعم آخر لفلسطين ، وكان مجموع ما وعدوا بدفعه في ذلك الاجتماع 77000 روبية .
- قامت لجنة دعم فلسطين البحرانية بإرسال رسائل على حكومة الهند والمعتمد السياسي ومدراء بابكو وشركة الامتيازات النفطية وشركة البرق وللاسلكي وعدد آخر من الشركات المحلية تدعوهم فيها لتقديم المساعدة المالية لدعم فلسطين ، وتوزيع نسخ من الرسالة على موظفيهم للتبرع . ولكن السلطات البريطانية أمرت مدراء بابكو ، وشركة الامتيازات النفطية والشركات الأخرى بتجاهل الرسالة ! .
- مع اقتراب موعد انتهاء الوصاية البريطانية على فلسطين ، وضعت الاستعدادات لمنع حصول حوادث شبيهة بما حدث في شهر ديسمبر من العام السابق . فوضع عدد أكبر من الشرطة في القلعة ومراكز الشرطة الأخرى ، كما وضع عدد من المخبرين في ثياب مدنية بالقرب من المدارس لمنع خروج المظاهرات ، حيث أن المدارس هي نقطة إنطلاق تلك المظاهرات . ووضعت السفينة الحربية البريطانية " وايلدغوز " أو " الوزة المتوحشة " على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة عند الحاجة .
وأدى ذلك إلى عدم حدوث مظاهرات كبيرة ، سوى في مدرسة البنات الرئيسية بالمنامة ، حيث قامت المدرسات بإضراب عن العمل . ولكن السلطات هددتهن بالفصل إذا لم يرجعن ، مما أحدث هيجانا ً كبيرا ً في أوساطهن ، ثم تدخلت زوجة المستشار واقترحت عليهن أن يقدمن الدعاء والصلاة بدلا ً من الإضراب ! ( كان ذلك في شهر مايو ) 1948 م .- في 19 مايو 1948 ، وصلت حاملة الطائرات الأمريكية " رندوفا Rendova " ومعها المدمرة " سي . إج . روان " إلى ميناء سترة . وفي مساء ذلك اليوم استضاف قبطان حاملة الطائرات الحاكم وعددا ً من أقربائه على ظهر الباخرة .وفي عصر مايو 20 مايو أقام قبطان حاملة الطائرات حفل استقبال دعى له عدد من الأوروبيين والأمريكيين وعدد آخر من أعيان البحرين وتجارها . ولكن البحرانيين رفضوا الاستجابة للدعوة وكتبوا بدلا ً من ذلك رسالة إلى ضابط قيادة الباخرة وقالوا فيها أنهم لن يقبلوا الدعوة من دولة اعترفت بـ " إسرائيل " .وفي مساء ذلك اليوم استضاف حاكم البلاد الضباط الأمريكيين من السفينتين وقدم لهم وجبة عربية . ويذكر المستشار بلجريف هذه الحادثة في كتابه المعروف " العمود الشخصي " .
- الإضطرابات من أجل الإصلاحات في البحرين : في مطلع عام 1948 ( 3 / 1 / 1948 ) سلمت رسالة إلى وزير الخارجية البريطاني السيد أنتوني ايدن الذي قدم إلى البحرين قادما ً من إيران من " الجبهة الوطنية " وهي كالتالي (10) : منشور رقم 4" حضرة صاحب الفخامة المستر ايدن المحترم .بعد التحية انظر بعينك وسامع بأذنك وأخبر حكومة جلالته وشعبها الكريم أننا في هذه الجزر التي انضمت إلى رابطة الشعوب البريطانية نرزح تحت عبء ثقيل من الدكتاتورية والاستبداد . فبالله عليك كن رسول خير لإنقاذنا مما نحن فيه . ولا تجعل زيارتك لنا تفرجا ً وعبثا ً . أما مطالبنا فهي :1- مجلس تشريعي .2- نقابة عمال .3- عزل المستشار .
فإن لم نجد من حكومة جلالته مؤازرة فعالة اضطررنا إلى الانحياز إلى إيران في مطالبتها بضم البحرين .( ترجمة الأصل ) الجبهة الوطنية . وقد نشرت وكالة رويتر أخبار التحركات الأخيرة تباعا ً . فقالت في أحد أخبارها من طهران : " وصل ممثل عن حزب الجبهة الوطنية إلى عاصمة إيران ، والتقى عددا ً من أعضاء البرلمان الإيراني وأخبرهم بأن شعب البحرين يريدون الانضمام إلى إيران في أسرع وقت ممكن . البحرين هي مجموعة جزر ، وهي إمارة لها اتفاقيات مع بريطانيا . وتنتج حوالي مليون طن من النفط سنويا ً . وقد أعطي امتياز النفط لأحدى الشركات الأمريكية " .وعلى أثر انتشار هذه الأخبار أرسل الشيخ سلمان بن حمد برسالة إلى المعتمد السياسي يقول فيها أنه سمع من محطة إذاعة الشرق الأدني خبر اتصال ممثل الجبهة الوطنية بإيران ، وأنه يكذب الخبر ويقول أنه هو الذي يمثل البحرين .
وبعد ذلك بعث المقيم السياسي الذي كان قد انتقل من بوشهر إلى البحرين عام 1947 برقية إلى مكتب العلاقات الكومنولولث – لندن بتاريخ 25 / 1 / 1948 جاء فيها :
1- اتضح من المعلومات المتوفرة أن ممثل الجبهة الوطنية هو عبد الله الزيرة وقد ظهر في المجلس ( الإيراني ) في 18 / 1 وطلب باحتلال البحرين من قبل الجيش الإيراني وإقامة انتخابات هناك . وأخبره رئيس المجلس بأن الحكومة الفارسية ترغب في استرداد البحرين ، ولكن المطالبة باحتلالها بقوة أمر سابق لأوانه . وطلب من الزيرة أن يعطي دليلا ً على أنه يمثل شعب البحرين ، فلم يستطع وقال بأن منظمته تعمل سرا ً .
2- طلب شيخ البحرين أن يذاع في محطة الشرق الأدنى في حيفا وكذلك في الإذاعة العربية بلندن نفيه القاطع أن يكون قد ذهب وفد من البحرين إلى فارس لمناقشة أي قضايا سياسية وغيرها . ويقترح أن يتم الإعلان عن أن البحرين دولة عربية ولها اتفاقيات مع الحكومة البريطانية .وذكر المقيم في رسالته أن عبد الله الزيرة مواطن بحراني المولد ، وعمره حوالي 22 سنة . تلقى تعليمه في مدارس الحكومة بالمنامة . وبعد مغادرته البحرين التحق بشركة امتيازات النفط ( البحرين ) حتى ما قبل عشرة أشهر حيث استقال واشتغل بالتهريب . وغادر مؤخرا ً إلى فارس بهدف التزوج هناك ، وله أخوان في البحرين ، أحدهما يسمى سعيد الزيرة ، وهو كاتب بالمستشارية والآخر هو عيسى وله أعمال تجارية بالبحرين . والأخير كان مهربا ً خلال السنة الماضية وذهب إلى فارس عدة مرات لذلك الغرض . ومتزوج من إيرانية ( كان عضوا ً في نادي العروبة وله علاقة بسعد الشملان وبإبراهيم العريض ) .
أما بخصوص اتجاه عبد الله الزيرة ، فلا يمكن القول بالقطع ، ولكن مهما كان فإنه ليس شخصية اجتماعية مهمة " .وأضاف : " إن الميل لفارس من قبل عبد الله الزيرة ليس أمرا ً غريبا ً لأن كل شيعة البحرين بسبب الدين والأصل لهم شعور قوي تجاه إيران " .وفي أثناء ذلك سلم عبد الله الزيرة رئيس المجلس السيد اسكندري رسالة تضمنت مطالبة من البرلمان وطلب منه عرضها على المجلس ومن المطالب ما يلي :
1- إدخال ممثل عن البحرين في المجلس .
2- توسيع الخدمات التعليمية في البحرين وقبول طلبة البحرين في جامعة طهران .
3- إنشاء مكاتب في خرمشهر لتسهيل مجيء الناس من البحرين إلى إيران .
4- تضمين البرامج الإذاعية برامج خاصة عن البحرين .كان الزيرة يسعى لتحريك الشارع البحراني باتجاه تقديم مطالب سياسية كما سبقت الإشارة إليه . وكان يأمل الاستفادة من المناسبات الدينية وتأثير الشخصيات الإسلامية في البلاد . فمثلا ً كان يعرف أن البحرانيين الشيعة كانوا قد أقاموا مجالس التعزية لمدة ثلاثة أيام بمناسبة وفاة المرجع الإسلامي الأعلى في النجف وذلك في فبراير 1947 .
ولذلك أرسل عبد الله الزيرة رسائل إلى أعيان البحرين في الأسبوع الثاني من مارس 1948 يخبرهم فيها عن نيته لزيارة أمريكا لعرض قضية البحرين على الأمم المتحدة . ولكنه على ما يبدو لم يحصل على التفاعل الذي كان يأمل به وسرعان ما انتهت حركته . وفي النصف الثاني من مارس 1948 رجع السيد ماجد العرادي من إيران وكان زميلا ً لعبد الله الزيرة في رحلته . وقد بقي تحت مراقبة حكومة البحرين .وفي منتصف العام 1948 قررت الحكومة خفض حصة الطحين المدعومة التي تعطيها الخبازين بدعوى أن بعضهم يقوم ببيع الطحين بأسعار عالية ولا يبيعه خبزا ً .
وعلى أثر ذلك قام الخبازون في المنامة والمحرق بإضراب لمدة يومين ( 5 و 6 يوليو 1948 ) . وكان الإضراب كاملا ً ولم يتوفر الخبز على الإطلاق في البلاد . وعلى أثر ذلك الإضراب تم تخفيض عدد الخبازين إلى النصف وأعطي كل منهم في الحصة من كيس واحد كل يوم إلى كيس ونصف .وفي 6 / 5 / 1949 كان قارب يحمل 40 شخصا ً معظمهم نساء وأطفال متجها ً إلى جزيرة النبيه صالح فهبت عاصفة قوية أغرقت القارب بمن فيه ، وعرف ذلك العام بـ " سنة الطبعة " .
- الوجود اليساري في البحرين : في 10 يونيه 1946 عقد حزب تودة اجتماعا ً كبيرا ً في نادي أراني ( Arani ) التابع لحزب تودة بالقرب من محطة قطار طهران . وكان المتحدث السياسي هو " المهندس كريم " الذي أعلن أن خمسة من أعضاء حزب تودة سيرسلون من منطقة خوزستان إلى البحرين ، وهنالك سيلتحق بهم اثنان من القيادات من طهران . كما أعلن أن الحزب سيرسل عددا ً آخر من الأعضاء النشطين في وقت لاحق للكويت لـ " تنظيم العمال (11) .وفي فبراير 1948 ذكرت مصادر المخابرات البريطانية في العراق أن شخصين إيرانيين من أعضاء حزب تودة قد دخلا البحرين وهما علي أكبر باقر زادة وإسماعيل كاظمي . وقد جاءا عن طريق الكويت ومعهما كمية من البطاطا الإيراني واشتريا كمية من الحديد المستعمل من عبد الرسول توراني مع الشيخ بن أحمد يوسف البستكي لنقله إلى إيران .بقي كاظمي ثلاثة أسابيع في البحرين ، بينما بقي الآخر خمسة أسابيع بكفالة توراني .
وكما يقول المستشار فإنهما كانا مراقبين طوال فترة إقامتهما ولم يستطيعا الاتصال بأحد في البحرين .وفي فبراير 1949 كانت هنالك إشاعات عن تكوين لجنة تابعة لحزب تودة تعمل في البحرين تخطط لقلب نظام الشيخ سلمان بن حمد وإعادة البحرين إلى إيران . وقد اعتقل على أثر ذلك علي باقر زادة وهو في سفينته التي يذهب فيها إلى البحرين . كان الاعتقال على ظهر السفينة وبقي فيها في الوقت الذي كان الجو فيه باردا ً .وفي شهر مايو 1950 ذكرت مصادر في البحرية الأمريكية أن شخصا ً اسمه محمد رئيس الذي كان سكرتيرا ً لحزب تودة موجودا ً في البحرين . وطلب المقيم السياسي من المعتمد متابعة الأمر ، وذكر لاحقا ً أن شخصا ً باسم " محمد أرجي " قد اعتقل في البحرين وأنه عندما سئل ما إذا كان هو " محمد رئيسي " قال بأنه لا يستعمل الاسم الآن ( أي تخلى عنه ) ، قد وقع خلاف بين الشرطة والمسئولين البريطانيين حول هوية الشخص المذكور ثم صدر قرار بطرده مع رفيق له من البلاد .
_____________
* الهوامش :
1- ملف مكتب الهند رقم 15 / 2 / 1230
2- ملف مكتب الهند رقم R / 15 / 1 / 3453
3- ملف مكتب الهند رقم R / 15 / 2 / 11230 4
4- المصدر السابق .
5- برقية مركز معلومات الشرق الأوسط . ملف مكتب الهند رقم R / 15 / 2 691 6
6- الملف السابق الوثيقة رقم . C .O No. D / 1114 / F. S7
7- الملف السابق الوثيقة رقم . C .O. No D / 4458
8- الملف السابق الوثيقة رقم C .O. No . D .448 بتاريخ 14 / 5 / 1941
مرحبا ، هل أنت بحاجة إلى دعم مالي؟ هل تحتاج إلى قرض؟
ردحذفأنا سوزان بنسون من مجموعة Sunshine Financial Group. أنا مقرض وكذلك مستشار مالي.
نقدم جميع أنواع خدمات القروض (القروض الشخصية ، القروض التجارية ، قروض الرهن العقاري وغيرها الكثير). نقدم قروضًا طويلة الأجل وقصيرة الأجل ، وقروضًا مضمونة وغير مضمونة بسعر فائدة ميسور 3٪ سنويًا. لمزيد من المعلومات حول خدمتنا ، يمكنك فقط مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني: sunshinefinancialgroupinc@gmail.com أو راسلنا مباشرة على WhatsApp أو Telegram عبر: 00447903159998 واستقبل ردًا في الحال.
نحن شركة خدمات مالية شاملة ونحن ملتزمون بمساعدتك على تحسين أهدافك المالية طويلة المدى وقصيرة المدى لأن استقرارك المالي هو هدفنا النهائي.
مع ما يحدث في جميع أنحاء العالم ، يواجه الكثير من الناس تحديات مالية غير محددة الوقت ، يجد بعضهم صعوبة في الحصول على قرض من بنوكهم المحلية أو معاهد مالية أخرى لبعض الأسباب.
يمكننا مساعدتك في حل تحدياتك المالية ، فقط اكتب لشركتي وسنساعدك بقرض. لقد ساعدنا العديد من الأفراد والمنظمات الذين يواجهون صعوبات مالية في جميع أنحاء العالم. عندما تتقدم بطلب معنا ، فإنك تتقدم بطلب مع شركة موثوق بها تهتم باحتياجاتك المالية ، وأولويتنا القصوى هي استقرارك المالي.
لمزيد من المعلومات حول عرض القرض الخاص بنا ، يرجى إرسال طلب القرض الخاص بك إلينا عبر:
البريد الإلكتروني: (sunshinefinancialgroupinc@gmail.com) أو ؛
WhatsApp: +447903159998
يمكنك الكتابة إلينا في أي وقت وفي أي مكان.
2020 © جميع الحقوق محفوظة