لن ننسى عـيدك المغــيـب يا وطـني
عبدالجليل السنكيس
11 أغسطس 2008م
عبدالجليل السنكيس
11 أغسطس 2008م
مما جاء في كتاب البحرين (1920 - 1971) قراءة في الوثائق البريطانية للدكتور سعيد الشهابي: "أعلن الشيخ عيسى استقلال البحرين في 15 أغسطس 1971 وفي اليوم نفسه وقع اتفاقية مع بريطانيا بواسطة المقيم السياسي السير جفري آرثر لتحل محل اتفاقيات 1882 و 1892 اللتين كان لبريطانيا بموجبها مسؤولية الدفاع والعلاقات الخارجية. ولم يعلن نص الاتفاقية الجديد ولكن يعتقد أنها نصت في أحد بنودها على " التشاور في حال الحاجة " بين البحرين وبريطانيا . وبتوقيع الاتفاقية أصبح السير جفري آرثر سفير بريطانيا للبحرين وأصبحت المعمتدية السياسية السابقة سفارة لبريطانيا." (وثائق أخرى لا أذكرها الآن تشير الى إن يوم الإستقلال يصادف 14 بدلا من 15 أغسطس. وفي كلا الحالين، فإن الوضع نفسه، حيث أن المناسبة حدثت في منتصف هذا الشهر من العام 1971م والتي تصادف الأيام القادمة).
يمثل هذا اليوم - بحسب الأعراف المجتمعية والدولية- محطة تاريخية تحتفي بها الشعوب، لأنه يعبر عن لحظة جلاء الاستعمار واندحار الإحتلال الاجنبي وتحرر الشعب من تحت سيطرته. إنه عيد الإستقلال الوطني.
ولحسرة شعب البحرين، فإنه لا يحتفل بهذا اليوم، لأن النظام يرى بأن ذلك ليس عيداً وطنياً للبحرينيين. عجبي! أي يوم يمكن أن يطلق عليه باليوم الوطني غير اليوم الذي اندحرت فيه قوى الإستعمار عن البلاد؟ إلا إذا كان – هذا النظام- لا يعتقد برحيل الاستعمار ووجوده بوجه وصيغة أخرى. أو.. أنه لا يعترف بوجود شعب له الحق في أن يحتفل بهذا اليوم. أمر هذا النظام عجيب، بحيث أنه يرسل رسائل عدم الإنتماء لهذا بهذه الأرض، أو الإهتمام بالمشاعر الوطنية لشعبها.
لو كان لدينا نظام يحترم شعور المواطنين ويقدرهم، فإنه سوف يهتم بهذا اليوم الذي من المفترض أن تعطل فيه الدوائر الرسمية، ويهتم بالإحتفاء به بطريقة خاصة. النظام- لدينا- ذهب أبعد من ذلك حين تجاوز هذا اليوم التاريخي ورمزيته ومعانيه، بل سعى لمحوه من ذاكرة البحرينيين ومحاولة إحلاله بيوم آخر، لا دلالة له ولا رمزية شعبية ولا ارتباط بين البحرينيين وذلك اليوم. لقد سعى النظام لإحلال يوم العيد الوطني الحقيقي المصادف لـمنتصف أغسطس، بمنتصف شهر ديسمبر (16 ديسمبر) وهو اليوم المصادف لجلوس الأمير الراحل- الشيخ عيسى على كرسي الحكم. كان في السابق يطلق عليه يوم الجلوس، والنظام الآن يستعمل آلته الإعلامية ونخبة المطبلين والمتملقين والمستفيدين من وراءه، وإطلاق اسم العيد الوطني على يوم جلوس الأمير الراحل. بالنسبة للشيخ حمد بن عيسى، فقد تولى الحكم بعد رحيل أبيه في 6 مارس 1999م، فما علاقة مارس بديسمبر حين يتم اعتبار 16 ديسمبر عيداً وطنياً وهو ليس كذلك؟
إننا من خلال هذا المنبر نبارك لشعب البحرين العزيز ذكرى استقلاله في منتصف أغسطس من الإستعمار داعين العلى القدير أن يمن عليه استمرار الحياة بإباء والإصرار على العيش بعزة وكرامة وحرية، دون وصاية من أحد ورفض كل صور الإحتلال ومحو الهوية الأصيلة لشعب البحرين، من خلال مشروع الإستيطان السيء الطالع. ولهذا فإننا ندعو الجميع لإنتهاز الفرصة للتعبير بالتحايا الخاصة والتهاني بهذه المناسبة وتعريف الجيل الجديد بها، وسرد القصص الخاصة بتضحيات أبناء الشعب أثناء تلك الفترة. ولا بأس بالتفكير بالوسائل المعتادة للإحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على قلوب البحرينيين الشرفاء الأصليين- شيعة وسنة، مطلقين عليه عيد الوطن الحقيقي.
وأما بالنسبة للنظام، فإننا نطالبه بان يحفظ لهذا الشعب هذه المناسبة التي هي من حقه، وقدم التضحيات الجسام من أجل رحيل الاستعمار البريطاني من على أرضه. ونطالبه أيضا بأن يتم الإحتفاء بهذه المناسبة بشكل رسمي واعتبار هذا اليوم يوما وطنياً رسمياً تعطل فيه المؤسسات وتقدم البرامج الخاصة به. نعلم بان البريطانيين- ظاهرياً- رحلوا من بعض المواقع وتركوها للإمريكان بترتيب مع النظام، ولكنهم- أي البريطانيين- بقوا في مواقع أخرى- في الواقع. فهم لا زالوا في أجهزة الدولة الأمنية وبعض الأجهزة الأخرى بصفات استشارية، ولا ننسى سيء الصيت المعذب إيان هندرسون الذي – بحسب التقارير- لازال موجوداً في البحرين مع زوجته، ويعمل مستشاراً لجهاز الأمن الوطني، كما لازال هناك مستشارين بريطانيين آخرين- أمنيين وغيرهم، ممن يعتمد عليهم النظام منذ سنين.
نؤكد على استقلال وطننا العزيز، برغم من ارتهان النظام له من خلال ولاءه للاجانب من جهة عبر تمكينهم في المواقع الحساسة، ومن جهة أخرى عبر مشروع الإستيطان واستيراد المرتزقة من أصقاع الأرض ومنحهم فرص التمكين المختلفة على حساب الوطن والمواطنين الأصليين- شيعة وسنة.
أنت حر يا وطني برغم ما يقوم به النظام من تشويه لتاريخك الناصع.. أنت حر يا وطني مهما تم غرس الأجانب المستوردين في ربوعك.. أنت حر يا وطني مهما حاول النظام زرع الخوف والإرهاب بين أبناءك الأصليين، مستعملا مرتزقته وجلاوزته. وسوف لن ننسى هذا اليوم مهما بقينا وسنحتفي بيوم عيدك، ونعرف أبناءنا به، ونزرعه في قلوبهم، ونبين لهم نضال شعبنا الأصيل عبر تاريخه الناصع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق