الحركات الوطنية البحرانية في العصر البرتغالي


الحركات الوطنية في القطيف والأحساء والبحرين في العصر البرتغالي - تأملات في الوثائق والمخطوطات

لم يكن المقت والكراهية التي قوبل بها الغزو البرتغالي للخليج في مطلع القرن السادس عشر الميلادي وكذلك التركي في أواخر النصف الأول منه - متأتِّيًا من طبيعة الروح العربية النافرة من الإسترقاق والتبعية فحسب؛ بل ومن السلوك الهمجي والوحشية اللذين مارسهما البرتغاليون والأتراك عند استيلائهم على المنطقة، فالبرتغاليون لم يكتفوا بالإستيلاء على البلدان عند غلبتهم عليها؛ بل كانوا ينتقمون بشراسة و وحشية منقطعة النظير، فمن التنكيل بالأسرى بتقطيع أوصالهم، وجدع أنوفهم، وصلم آذانهم، إلى حرق المدن والمساجد بعد استباحتها، واغتصاب النساء وقتلهن، وذبح الأطفال.(1)

يضاف إلى هذه الأعمال البشعة ممارسات القرصنة في مياه الخليج، ومصادرة السفن العربية وحرقها بعد نهبها، ثم فرض الحصار على الملاحة، ومنع السفن التي لا تحمل تصريحا منهم بالسفر إلى أي مكان،(2) وهذا يعني بطبيعة الحال تشديد الحصار على الناس ومضايقتهم في وسائل معاشهم باحتكار التجارة والنقل البحري، وبلغ الأمر ذروته في سنة 1522م حين امتدت يد احتكاراتهم للوظائف المدنية فعينوا موظفين منهم في الجمارك. و قد أدرك الناس ألاَّ حدود لمطامع المحتلين، وأنه لا مندوحة من المواجهة فاندلعت ثورة عارمة عرفت بثورة الأهالي أو ثورة الجمارك عمت مدن الخليج كافة: عمان، وهرمز، والقطيف والبحرين وغيرها، ومما يثير الإنتباه أن تلك الثورة انطلقت شرارتها بتوقيت واحد في ليلة واحدة، الأمر الذي ينم عن مدى التضامن والتنسيق بين بلدان المنطقة.(3)

لعل هذه الثورة أوَّل مشاركة من أهالي القطيف والبحرين لأشقائهم في باقي مدن الخليج ضد البرتغاليين، منذ مقتل مقرن بن زامل الجبري حاكم الأحساء والبحرين و القطيف سنة 1521 م، ويبدو أن المدينتين الأخيرتين بقيتا بمنأى عن الإدارة المباشرة للبرتغاليين، ولكنهما بقيتا تابعتين لمشيخة هرمز، كما تشير إلى ذلك مخطوطة ديوان أبي البحر الشيخ جعفر الخطي، ووقفية (زدَّادان)(4)، وقد حاول الغزاة إخضاعهما للسيطرة المباشرة فجردوا حملة بقيادة القبطان سيماو كينيا سنة 1529م لكنها فشلت فشلاً ذريعًا في البحرين، فقتل قائدها، ولم ينجُ من الموت سوى عدد قليل من الجنود،(5) وبسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها البرتغاليون؛ اضطرت لشبونة إلى إجراء تحقيقات في أسباب الهزيمة، فتذرع قادة الحملة بدعاوى واهية كنفاد الذخيرة، وتفشي الأمراض بين الجنود.(6)

أما الأحساء فواضح أنها بقيت خارج اهتمام البرتغاليين فلم تطلها أيديهم، واستمرت في يد الجبريين إلى أن انتزعها راشد من مغامس أمير البصرة من غصيب بن زامل الجبري آخر أمرائهم، والظاهر أنه أناط إدارة شؤونها بولده مانع، وإن كانت بعض المصادر تشير إلى أنه انتقل إليها وأسند إدارة شؤون البصرة إلى أخيه محمد.(7)

وهكذا تبين للغزاة ضراوة المقاومة، وتأكدوا من عدم قدرتهم على السيطرة المباشرة، والظاهر أن هاجس إجلائهم من الخليج وخسارة مواقعهم قد تسرب إلى نفوس قادتهم في وقت مبكر، وما يقوي هذا الإحتمال قبولهم بالعمل أجراءَ مرتزقة للحكام المحليين، فقصروا دورهم على تأجير السفن الحربية والجنود لتخليص المواقع التي يفقدها أولئك الحكام في نزاعاتهم مع بعضهم البعض، أو يستولي عليها الأتراك منهم، يتضح ذلك من إشارة صريحة وردت في رسالة بعثها أحد قادتهم واسمه برنالدين دو سوزا بعثها إلى ملك البرتغال سنة 1545م يقول فيها: ( أخبرني (لوبوش فلوكاو) أنه منذ ست سنوات انتزع ملك الأحساء الشيخ (Mana) مانع من مملكة هرمز قلعة ومدينة القطيف، وأنه منذ ذلك التاريخ وملك هرمز ووزيره يطلبان من القباطنة السابقين وكذا منه أن يمدوه بالعون اللازم لاسترجاعها، وذلك طبقًا لما نحن ملزمون به بشأن كل الحصون التابعة لملك هرمز، وليس فقط هذا الحصن الذي استولينا له عليه في عهدنا هذا … )، ثم تكمل الرسالة وصف الحملة على القطيف، واحتلالها وتسليمها للرئيس نور الدين بن شرف الدين.(8)

أما الأتراك فمع أن جلافتهم لم تصل إلى الحد الذي نقله لنا التاريخ عن فظائع البرتغاليين إلاَّ أن صحيفتهم ليست أقل سوادًا منهم بأية حال، فالعسف والجور والتسلط وإرهاق البلاد بالضرائب، ومصادرة أملاك المواطنين هي من أبرز سمات حكمهم،(9) على الرغم من أن أهدافهم المعلنة هي إنقاذ بلاد المسلمين من الجور البرتغالي الصليبي، وقد صدقهم الناس في بداية الأمر، وأعانوهم على استخلاص بلدانهم من يد البرتغاليين، وكانت القطيف في طليعة البلدان التي رحبت بهم وطردت الوالي الهرمزي، فقد أشارت رسالة أخرى كتبها وزير هرمز ركن الدين إلى قريبه شرف االدين ملك هرمز المنفي في البرتغال - إلى أنَّ القطيف: (كانت في ملكية عاهل هرمز قبل أن تخونه وتصبح في حوزة ملك الأحساء)، وهذه الرسالة لا تشير إلى تاريخ تلك الخيانة لكن رسالة أخرى كتبها برنالدين دوسوزا تشير إلى أن تلك(الخيانة) وقعت 1539م،(10) وهذا التاريخ يوافق تاريخ أول حملة أرسلها الأتراك إلى الهند بقيادة سليمان الخادم، وقد فشلت في تحقيق أي نصر يذكر في الهند، بسبب نفور مسلمي الهند منه بعد أن وصلت إليهم أنباء غدره بعامر بن داود آخر أمراء بني طاهر في عدن(11) على الرغم من أنه استقبله أحسن استقبال، وفتح له أبواب المدينة.

تذكر مصادر التاريخ أن القطيف بعثت وفدًا من أعيانها إلى بغداد لتهنئة السلطان سليمان القانوني وإعلان الولاء له عقب احتلاله بغداد سنة 1534م، وفي هذه المناسبة ذاتها سلم حاكم البصرة الشيخ راشد بن مغامس مفاتيح مدينته إلى السلطان العثماني فكافأه السلطان على ذلك بتنصيبه واليًا عليها، وهذا يعني أن الأحساء قد دخلت تلقائيًّا تحت المظلة التركية منذ تسليم راشد البصرة لهم، أما ضم القطيف إلى تلك المظلة تحت إمرة مانع والي الأحساء أو ملك الأحساء - كما تسميه رسالة ركن الدين - فيبدو أنه قرار قد اتخذ منذ وفود أعيان القطيف على السلطان العثماني في بغداد سنة 1534 م، لكنه لم يتحقق إلا سنة 1539 م، حين قام أهلها بالتعاون مع سليمان الخادم بالإستيلاء على قلعتها وطرد الوالي الهرمزي المتحالف مع البرتغاليين (12) كما أسلفنا.

لم تدم الحال بالعثمانيين طويلاً إذ سرعان ما بدأت الخلافات بين ولاتهم وبين أعيان البلد ووجهائها في الظهور، ومن الأسباب الظاهرة لهذه الخلافات أن مانعًا بن راشد قد قرر الإستيلاء على البحرين - ربما بتكليف من العثمانيين قبل أن ينشب الخلاف بينهم وبين والده فينتزعوا منه البصرة - فشرع في أخذ الأهبة بحشد جيشه في القطيف استعدادًا للغزو، ولكن ما أن علم أتباعه بنواياه حتى انطلقت شرارة الثورة ضده، فتخلى عنه أغلب جنوده، وكثيرٌ من أتباعه فاضطر للإنتقال إلى البصرة.

وللأسف فإن غموضًا شديدًا قد اكتنف هذا التمرد، فلم يكشف عن أسباب انتقاله إلى البصرة، ولا الغرض منه، وكل ما علمناه أن زعيمين من زعماء الأحساء المتمردين عليه هما محمد بن مسلَّم، ومحمد بن رحال وذويهما فرَّا إلى البحرين، ومعهما عدد كبير من أتباعهما، وبعد انتقال مانع إلى البصرة هاجمه سكانها واضطروه إلى العودة فرارًا إلى الأحساء، ثم بعد ذلك تطوَّع محمد بن مسلَّم، ومحمد بن رحال بنفقات تجهيز أسطول حربي برتغالي لمهاجمة القطيف، فتم لذلك الأسطول انتزاع القطيف وإعادتها إلى ملك هرمز وعين عليها واليًا من قبله إسمه الرئيس نور الدين بن شرف الدين.(13)

تذكر مصادر التاريخ الأجنبية - في شيء من الغموض - أن أهل القطيف طردوا البرتغاليين، وسلموا قلعتهم للأتراك سنة 1550م، (14) وواضح إن حادثة الإنتقاض هذه هي غير التي سلفت الإشارة إليها، لأننا بعدها لا نجد ذكرًا لأي وجود للبرتغاليين، ولا لحلفائهم الهرامزة إلاَّ في البحرين، أما القطيف فواضح أن الأتراك قد أحكموا قبضتهم عليها منذ ذلك التاريخ، وما نقف عليه من أنباء الصدام فيها فإنما يلاحظ وقوعه بين الأهالي والأتراك، ففي سنة 1559 م 966 هـ، أقدم الوالي العثماني مصطفى باشا على غزو البحرين، لكنه فشل في احتلالها، وأبيد معظم رجال الحملة وأسر الباقون، وصودرت السفن المشاركة فيها. وبسبب هذا الفشل انتهت حياته بعد أن عزل من منصبه.(15) وقد تبدو هذه الحادثة خارجة عن سياق حديثنا عن الحركات التحررية الوطنية لأنها - في الظاهر - صراع بين القوى الخارجية نفسها: بين مصطفى باشا الوالي التركي ومراد شاه مستعينًا بمرتزقة برتغاليين لحمايته، غير أن رسالة عثمانية مؤرخة في 18 رمضان 967هـ موجهة إلى والي الأحساء تعيننا على فهم السبب الذي من أجله جرَّد مصطفى باشا حملته على البحرين، واعتمادًا على تعليلنا لمغزى الرسالة هذه يصح أن تدخل هذه الحادثة ضمن حلقات الصراع الوطني التي يمارسه الأهالي ضد قوى الإحتلال، فهي تكشف عن أن مصطفى باشا هذا كان قد صادر أموال أحد تجار اللؤلؤ الأثرياء من أهالي القطيف واسمه جمعة بن رحال (سماه المترجم جمعة بن رمال)، مما اضطره إلى الفرار إلى البحرين مصطحبًا معه جميع سفن الغوص وتجار اللؤلؤ، مما تسبب في شل تجارة اللؤلؤ (16) في القطيف. وعلى الرغم من ادعاء الرسالة أن الأوامر الصادرة إلى الوالي تقضي بعدم التعرض لأموال ابن رحال ولا لأموال أي من أقربائه، والإكتفاء بأخذ ما عليهم من حقوق قبَل خزينة الدولة، فإنها أشارت إلى تجاوز مصطفى على أموال بن رحال فصادرها خلافًا للتعليمات. فإذا تذكرنا ما سلف من الحديث عن صدام محمد بن رحال، ومحمد بن مسلَّم مع حاكم الأحساء مانع، ولجوئهما إلى البحرين ثم تطوعهما بتجهيز أسطول برتغالي للإستيلاء على القطيف، وتذكرنا أيضًا ما قلناه عن صلة مانع بالعثمانيين بعد تسليم والده راشد البصرة لهم - لم نستبعد أن يكون غزو مصطفى باشا للبحرين عملية تعقب لآل رحال وأتباعهم، لمنعهم من تكرار فعلهم السابق واستعمال ثرواتهم في استئجار الأسطول البرتغالي المتربص.

أمضت القطيف بعد ذلك سنين حالكة من الصراع المرير مع الأتراك لم تعرف فيها طعم الراحة، والسبب الظاهر لذلك الصراع هو إساءة تصرف الولاة العثمانيين، وقسوتهم، فقد أرهقوا كواهل العباد بالضرائب ومصادرة الأموال 0 ويلاحظ أنه منذ بداية سيطرتهم على الأحساء والقطيف اتسمت المواجهة بينهم وبين القوى المحلية بالعنف والضخامة تدل على ذلك مطالبة ولاتهم المستمرة بالمدد والعتاد من السلطة المركزية، وأحيانا يتم استدعاء الجيوش من أكثر من ولاية، وقد استمرت تلك الصراعات حتى بلغت ذروتها سنة 999هـ إذ حشد العثمانيون كل قوتهم من بغداد وشهرزور، والعمادية، والبصرة، وهاجموا القطيف، والأحساء، ورغم ضراوة المقاومة فإن الأتراك تمكنوا من قمع الثورة في القطيف وأرغموا قادتها من الأعيان والوجهاء على النـزوح إلى البحرين برفقة زعيمهم الأكبر الشيخ عبد الله بن ناصر بن حسين بن مقـلـد والشيخ جعفر الخطي (أبو البحر) شاعر ذلك العصر 0 أما الأحساء فـقـد عجزوا عن إحكام سيطرتهم عليها وخسروها رغم ضخامة حشدهم.

لم يرد ذكر صريح لمشاركة القطيف لأختها الأحساء في أحداث هذه السنة في الوثائق العثمانية، ولا عند من اعتمد عليها في التأريخ لهذه الفترة(17)، لكن الملاحظ لدى العثمانيين إطلاق لفظ الأحساء على كلتا البلدين،(18) كما أن نصًّا لمقدمة إحدى قصائد أبي البحر الخطي يشير إلى هذه المشاركة، فقد جاء فيه: (واتفق خروج أعيان القطيف منها لأمر، وسكنوا البحرين للسنة التاسعة والتسعين والتسعماية، وبقوا مدة توفي فيها شيخهم الأكبر أبو علي عبد الله بن ناصر بن حسين بن المقلد من بني وائل) - هذا النص واضح الدلالة على ما قلناه من مشاركة القطيف في الثورة ضد الأتراك، وإذ لم يحمل النص أية إشارة إلى أن بين الشخصيات النازحة إلى البحرين أي حاكم أو والي؛ فمن حقنا احتساب تلك الشخصيات النازحة من القطيف ضمن الحركات الوطنية المقاومة للإحتلال الأجنبي.

مع انتهاء القرن السادس عشر الميلادي، مطلع القرن العاشر الهجري تأثرت مناطق النفوذ العثماني بمظاهر الضعف العام الذي شمل الدولة متمثلا في استحواذ القادة وكبار العسكر على الحكم، ويتصل من ذلك بغرضنا شراء كاتب الجند إفراسياب ولاية البصرة من الوالي التركي، واستقلاله بالحكم، قاطعًا بذلك طريق الإتصال بين الأحساء وإسطنبول، فكانت هذه سانحة استفاد منها الولاة العثمانيون للإنفراد بالحكم في القطيف والأحساء، فلم يبقَ للدولة سوى السيادة الإسمية فقنعت من الولاة بدفع الجرايات السنوية، أما البحرين فظلت تابعة لمشيخة هرمز المتحالفة مع البرتغاليين حتى سنة 1011هـ /1602م، والظاهر أن الوالي الهرمزي الوزيـر ركن الدين محمود بن نـور الدين بن شرف الدين، قد توفي في هذه الفترة أو قريب منها، فوجدها البرتغاليون فرصة لإعادة السيطرة المباشرة على البلد فاستمالوا إليهم بعض الأعراب، فحدثت بسب ذلك اختلالات خطيرة في الأوضاع، وجاءت فرصة الأهالي للتخلص من سيطرة البرتغاليين، وصادفت هذه الفترة سطوع نجم الشاه عباس الصفوي الأول - الملقب بالكبير (اعتلى عرش ايران سنة 1587) فاتجهت أنظارهم للدولة الصفوية مستنجدين بها.

حين يتحدث المؤرخون عن الحملة التي جردها الشاه عباس الصفوي للبحرين وتمكن بها من طرد البرتغاليين منها لا يشيرون من قريب ولا من بعيد إلى دور القوى الوطنية في تلك الحملة، لكن مصادر أخرى تحمل إشارات جديرة بالدراسة، والتحليل، وفك ما بها من رموز وإيماءات، وأول تلك المصادر مخطوطة ديوان شاعر ذلك العصر الشهير الشيخ جعفر بن محمد الخطي القطيفي، إذ نقف فيها على مقدمة لإحدى القصائد تقول: (وكان سبب اتصاله بمحروسة شيراز - المقصود هو أبو البحر - أنه بعد أن فتح الأمير الكبير كمال الدين بن يحيى الكردي الفيروز أبادي بُلَّ ثراه، البحرين وكشف عنها من كان بها من الإفرنج، ومن انضم إليهم من الأعراب، وقفل الأمير راجعا عرض من أهل البحرين عرض ما جرى من الأمور التي ينغص ذكرها إلى الجهة الخانية، فتوجه الشريف أبو عبد الله الحسين بن عبد الرؤوف الحسيني الموسوي هو والمشار إليه - الضمير عائد على أبي البحر - بصحبة ذلك الأمير حتى شيراز، وعرضوا على الحضرة الخانية(19) ذلك؛ فبلّغهم السؤل وأنالهم المأمول وتوجه الشريف إلى ناحية الدورق، وتأخر أبو البحر، فتشوق إلى سكنه، وترح إلى وطنه فقال هذه الأبيات).

هذا الشريف هو السيد حسين بن عبد الرؤوف بن حسين الحسيني، كان والده قاضي القضاة في البحرين، وقد آلت إليه الزعامة الدينية في البحرين بعد وفاة أخيه السيد جعفر، أغفل أهل السِّير ذكره بسبب غلبة نشاطه السياسي على شخصية العلمية، والنص الذي عرضناه، واحد من نصوص أخرى تدلنا على مكانته السياسية، وإن لم يفدنا على وجه التحديد بالمهمات التي رافق أبا البحر من أجلها لمقابلة الحضرة الخانية، وعلى كل حال فلن نعدم له تفسيرًا إذا ما حاولنا ربطه بنصوص أخرى ذات صلة به، ففي نفس المخطوطة قصيدة أخرى نظمها الخطي بتكليف من هذا الشريف، وبعثها إلى الأمير السيد بدر بن مبارك المشعشعي والي الدورق من قبل الشاه عباس الصفوي. فقد وردت في تلك القصيدة أبيات يفهم منها أن الشاعر يشكر الأمير على صنيع أسداه لأهل البحرين، وبالتأمل في الأبيات تتضح صلة ذلك الصنيع بحملة كمال الدين بن يحيى الكردي الفيروز أبادي تلك. لنقرأ:

نزلت به والدهر حرب كأنما

فكان نزولي بابن عمٍّ ووالدٍ

أساغ على رغم الحوادث مشربي

وأتبع شكري شكر قومي فليفز

ويعقـب مدحي فيه مدح ثلاثة

تطالبنا أحداثه بذحول

وصنو ومولى صالح وخليل

وبلغني مما أحاول سولي

بشكري موصولا بشكر قبيلي

مُرُوا دَرَّ أخلاف البيان فحول


إذا علمنا أن السيد بدر يلي عمل الدورق لوالده السيد مبارك بن مطلب المشعشعي والي الحويزة من قبل الشاه عباس، وأنه كان سفيرًا لوالده في البلاط الشاهنشاهي في أصفان عاصمة الشاه؛ فسوف نفهم أن الشاعر يلمح إلى لجوء السيد حسين إليه في أزمة، وأنه حقق آماله وبلغه مطلبه، فهو يبلغه شكر أهل البحرين كافة، مما يبيح لنا أن نفترض أن تلك الأزمة لا تخص السيد وحده، بل تشمل عموم بلده، وأن لجأ إليهم نائبًا عن أهل بلده، وليس لنفسه خاصة، وإشارة الشاعر للحرب لا تحتاج إلى إيضاح، ولذا فإن السيد حسين لم ينس أن يعرج على الدورق ممثلاً أهل البحرين، ونائبًا عنهم في تقديم الشكر له بعد نجاح المهمة التي استنجد به من أجلها، و لا نظنها تخرج عن سعي السيد لتوسيط الأمير بدر لدى الشاه عباس في مسألة البحرين والبرتغاليين، فاستجاب له، وجرد حملة سنة 1602م، وسنرى لاحقًا أن السيد حسين والخطي ليسا وحدهما الذين قاما بمساعي وساطة لدى خاصة الشاه عباس من أجل إقناعه بمساعدة أهل البحرين في إنقاذ بلدهم من الإحتلال الصليبي.

لم يذكر أحد من المؤرخين - على ما أعلم - أن البرتغاليين قد استردوا البحرين بعد أن انتزعها الشاه عباس منهم سنة 1602 م 1011 هـ، لكن مصادر أخرى تتكفل بهذه المهمة، منها رسالة بعث بها أحد علماء البحرين إلى الشاه عباس سنة 1014 هـ (20) يستنهضه لنجدة البحرين من البرتغاليين، وقد قدم لها ناقلها بالعبارة التالية: (ومما كتبه بعض مشايخنا إلى الشاه عباس الصفوي للسنة 1014 حين غلبته البرتغالية) وفي متن الرسالة إشارة صريحة إلى أن الوالي الذي عينه الشاه بالبحرين بعد طرده البرتغاليين منها قد غادرها عائدًا إلى بلده. الرسالة تبدأ بمقدمة طويلة مسجوعة على طريقة القوم في تلك الحقبة من الزمن، يطيل فيها كاتبها التحسر على ما آلت الحال، وما ألم بالبلد من المآسي، وليس في إيرادها كاملة كثير نفع، فالذي يهمنا منها قوله: (كيف رضيت همته العلية، وشيمته القدسية الجلوس في دار الأصفهان، والإغضاء عن جمع ما تشتت من أهل الإيمان ؟ أم هل قعدت به حميته، ورسبت به غيرته عن إقامة أعمدة هذه الطريقة الحنفية، - كذا - وتشييد أعلامها الواضحة الجلية التي هي عين منهاج العترة المحمدية ؟ بعد أن صرفت في إظهار نورها الأعمار، وارتكبت في تشييد دعائمها الأهوال والأخطار ؟)، وبعد هذا تأتي ديباجة مسجوعة متشابهة الفِقَرات، مكررة العبارات يذكِّر فيها الشاه بما كانت عليه حال البحرين في عهد أجداده وآبائه و ما آلت إليه الأمور من تردٍّ واضطراب، وينتهي في ختام الرسالة: (لأنه بعد أن هدأت في البحرين شقشقتها، وأطفئ من ساير الآفاق نورها، لم يسمو - كذا - لها ذكر، ولم يظهر صيت إلا في هذين البلدين: القطيف والبحرين، فأما البحرين فقد صاح فيها صائح القوم، ونعق ناعقهم، فاستخلبت عقول الهمج الرعاع، واستمالت قادة المسلمين في الحملة بعد أن أظهر الحاسد غيه، والمخادع بغيه). ثم يخلص إلى ما أسلفته عن مغادرة الوالي الصفوي إلى ايران. (وأمَّا كاتب الوقائع فقد تذكر عهود أوطانه، ورجع إلى مكانه، فليس منكم فيها مرشد ولا مساعد، وأما الخوانين -كذا - فخانوا العهد، وحلُّوا العقد، وجلسوا في زاوية الخمول؛ إما خوفًا من سلطان البرتغالية - البرتغاليين - أو طمعًا في دنياهم الدنيَّة، ولعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

أشار أحد المؤرخين إلى أن أعيان البحرين استنجدوا بالشاه عباس بسبب وقوع خلاف شديد بينهم، فانتهز الشاه عباس الفرصة وجهز جيوشه فأجلى البرتغاليين عنها (21)، ومهما يكن من أمر التخليطات في رواية ذلك المؤرخ خصوصًا في ضبط التواريخ؛ إلا أن نصوص الرسالة تتفق معه في إشارتها إلى وقوع الخلاف بين « قادة المسلمين »، وإلى إبعاد الوالي الصفوي، غير أن نصها على خروج الوالي الصفوي من البحرين يعني أن الخلاف بين زعماء البلد وقع بعد جلاء الشاه للبرتغاليين لا قبله، كما أن غمزها (الخوانين) بأنهم جلسوا في زاوية الخمول خوفًا من البرتغاليين أو طمعًا في دنياهم يدلنا على وجود بعض الزعماء يساندون البرتغاليين، وأنهم تمكنوا من إعادة البرتغاليين إلى البحرين، وتعليل ميل هؤلاء الأعيان إلى البرتغاليين - في ما أظن - هو التنافس بين الزعامات الوطنية، فإذا أخذنا في الإعتبار ما سبقت الإشارة إليه من تخلي البرتغاليين عن الإدارة المباشرة، وإناطتها بالزعماء المحليين، والعمل مرتزقة لديهم، يكون عودة البرتغاليين أجدى على الراغبين في الوصول إلى السلطة من سيطرة الصفويين.

ومهما يكن فإن الشاه - لأسباب غير معلومة - لم يستجب لمطالبة الشيخ بالعودة ثانية لنجدة البحرين من البرتغاليين، وأغلب الظن أن ذلك بسبب انشغاله في إجراء الإستعدادات لاسترجاع مقاطعة « أران في إقليم الكرج » على الساحل الشرقي للبحر الأسود، فقد قيل أنه غزاها سنة 1015 هـ (22)، وكان قد تنازل عنها للأتراك سنة 999 هـ 1590 م (23) ولا يبعد أن يكون تلكؤ الشاه عن نجدة مناصريه قد تسبب في مزيد من الصدام بين البرتغاليين ومناوئهم، ومرة أخرى نستعين بمخطوطة ديوان أبي البحر الخطي في تعيين مدة ذلك الصراع على الرغم مما في نصوصها من غموض، ففي الفترة التي أعقبت عودة الشاعر من سفرته إلى شيراز مرافقًا القائد الصفوي كمال الدين الكردي الفيروز ابادي سنة 1011 هـ حدث نزاع في سنة 1013 هـ بين زعيمين من زعماء الحويزة المشعشعيين هما السيد مبارك بن مطلب المشعشعي وأخوه السيد خلف، وقد تغلَّب مبارك على أخيه السيد

خلف فسمل عينيه، وكانت بين السيد خلف وأبي البحر الخطي صداقة حميمة وتراسل، فكتب السيد إليه يشكو ما وقع عليه من أخيه، ويستقدمه إليه في مقر إقامته في الهنديجان بعربستان، فلم يتمكن الشاعر من السفر إليه رغم كثرة إلحاح السيد، وكان أبو البحر قد نظم في هذه المناسبة قصيدة مؤاساة للسيد خلف يعاتب فيها أخاه مباركاً على ما صنع بأخيه إلاَّ أنه لم يتمكن من إيصالها إليه. ولم تسنح الفرصة لملاقاته وإنشاده إياها إلاَّ سنة 1016 هـ في شيراز، وبدراسة نصوص القصيدة نتبين أن بها إيماءات تشير إلى وقوع أحداث خطرة عاقته عن السفر رغم تشوقه إلى صديقه(24):

أبا هاشمٍ أنهي إليك تحيةً

وأشكو لك الدهر الذي عض نابه

تحييك ريَّاها برائحة العطر

فأدمى، وسام العظم نازلة الكسر


وبعد أن يفرغ من شكوى الزمان وإخوان السوء يأتي اعتذاره عن عدم السفر:

وإنَّ قعودي عنك حين ابتغيتني

أمور لو اني سمتها الحصرَ لم يكن

إليك على قرب المكانين من عذر

ليأتي على معشار معشارهاحصري


لا تبدو هذه الأبيات لمن لا يعرف لغة الشاعر ورموزه إلا من قبيل التعمُّل والتمحُّل، وتحميل النصوص ما لا تحتمل، بيد أن عودة إلى ما سبق من مقارنات بين نصوص الشاعر، ونصوص التاريخ سترينا أن الشاعر يومئ بكلمة « أمر » و « أمور » إلى أحداث في غاية الخطورة، ولكي يتعزز هذا الفهم لرموز الشاعر يتعين أن ندقق في نصوصه الأخرى التي كتبها في هذه السنة 1016 هـ وهي السنة التي التقى فيها بالسيد خلف بن مطلب المشعشعي فسوف نقف على إشارات في غاية الأهمية، كهذا النص: (وقال على لسان الشريف العلوي أبي محمد عبد القاهر بن عبد الرؤوف الحسيني وهما يومئـذ متـوجهـين مع جماعة ؟ من أشراف البحرين وكبرائها بمحروسة شيراز متوجهين إلى لقاء الحضرة الشاهية بناحية شماخى وبعث بها الشريف إلى أهله بالبحرين للسنة السادسة عشرة بعد الألف.

سبقت الإشارة إلى أن الشاه عباس لم يلب استغاثة الشيخ سنة 1014 هـ، وعللنا ذلك التلكؤ بأن الشاه كان وقتها منشغلاً بالإعداد لاستعادة مقاطعة أران في إقليم الكرج، ويأتي نص أبي البحر ليحمل إلينا نبأ توجهه إلى شماخى بصحبة وفد من أعيان البحرين ووجهائها لمقابلة الشاه عباس الصفوي، وشماخى على ما هو معروف بعيدة الشقة عن البحرين - بمقياس ذلك العصر - إذ تقع قرب أران وسط إقليم يعرف قديمًا بـ «الدربند » أو كما يسميه الجغرافيون العرب (باب الأبواب)، (25) وعلى وجه التقريب في وسط الساحل الغربي لبحر قزوين شمال باكو. وهي في الوقت الحاضر قرية صغيرة في جمهورية داغستان شمال أذربيجان في ما كان يعرف بالإتحاد السوفيتي، ونحن لا يسعنا أن نغفل الأهداف القابعة وراء تجشم أولئك الرجال مشقة السفر كلَّ هذه المسافة النائية، ولا بد من أن يكون الأمر في غاية الأهمية والخطورة، فافتراضنا أن يكون الأمر ذا صلة بمحاولة إقناع الشاه بتحرير البلد من البرتغاليين أو من المتعاونين معهم من الأعراب ليس بالمستبعد، لا سيما وأن الوفد قد بدأ بزيارة شيراز حاضرة إقليم فارس، واحتمال اتصاله بحاكمها إمام قلي خان، وعدم الظفر منه بطائل غير مستبعد أيضًا، كما أن لقاء أبي البحر بالزعيم المشعشعي السيد خلف في شيراز قد يدخل في سياق هذه المهمة.

ومع الحذر من تهمة التمحُّل ذاتها التي قد أتهم بها سأجازف بعرض نص آخر من نصوص أبي البحر أظنه ذا دلالة تتصل بذات الموضوع، والنص هو أبيات من قصيدة أبي البحر التي عارض بها قصيدة الشيخ «البهائي» المسماة (الفوز والأمان) يقول فيها(26)

فلما أناخت بي على باب داره

فكان نزولي إذ نزلت بمغدفٍ

أساغ على رغم الحوادث مشربي

وأنقذني من قبضة الدهر بعدما

مطاياي لم أذمم مغبة أسفاري

على المجد فضل البُرد عار من العار

وأعذب برد العيش لي بعد إمرار

ألحَّ بأنياب عليَّ وأظفار

ليس في هذه الأبيات ما يعزز دعواي إذا أخذت منفصلة عن سياقها فاحتمال أن يكون قصد الشاعر من إنقاذه من قبضة الدهر مجرد ما اعتاد الشعراء الحصول عليه من صلات من ممدوحيهم، لكن الشاعر لا يترك لنا مجالاً لهذه المظنة؛ لذلك نراه يبادر إلى إفهامنا بأنه لم ينل شيئًا من الدراهم ولا الدنانير:

جهلت على معروف فضلي، فلم يكن

على أنه لم يبق في ما أظنه

ولا غرو فالإكسير أكبر شهرةً

متى بَلَّ بي كفًّا فلست بآسف

من الأرض شبرٌ لم تطبقه أخباري

سواه من الأقوام يعرف مقداري

وما زال من جهل به تحت أستار

على درهم إن لم أنله، ودينار

واستخدام الشاعر لعبارة (بَلَّ بي) بدل (بَلَّ لي)، تدل بوضوح أنه وسيط، وأن بلَّ الكف ليس بدراهم ولا بدنانير، وإنما بإنقاذ من قبضة الدهر، أما قوله:

جهلت على معروف فضلي، فلم يكن

سواه من الأقوام يعرف مقداري

فهو كما ترى فضل معروف ولم يقدره من الحضور (الأقوام) سوى البهائي وهو ما يؤكده الغنوي جامع الديوان بقوله: (ولما أُنشِد الشيخ هذا البيت - وكان عنده جماعة من أعيان البحرين و ساداتهم - قال الشيخ: «وهؤلاء يعرفون مقدارك إن شاء الله تعالى» وأشار إلى القوم بيده الشريفة)، وغني عن البيان أن القوم الذين لم يعرفوا مقداره فهم رفاقه في رحلته من أعيان البحرين كما هو واضح من إشارة البهائي إليهم، فما هو التفسير المقبول لمقاصد الشاعر؟

إذا أردنا تلخيصًا لما مر بنا من النصوص فسوف نصل إلى نتيجة خلاصتها أن وفدًا من أعيان البحرين وكبرائها قرر ملاقاة الشاه عباس الصفوي سنة 1016 هـ، بعد أن اجتمع بوالي شيراز، ولم يحظ لديه بما يحقق أمله، وطبيعي أن يحتاج الوفد إلى وسيط يمهد له ذلك اللقاء، وأي شخصية ستكون أفضل من الشيخ البهائي، وهو أقرب المقربين في بلاط الشاه ؟ وأغلب الظن أن أبا البحر - بحكم صلاته بالأمراء المشعشعيين حكام الحويزة، ولاة الشاه في عربستان ولكونه تلميذًا للشيخ البهائي - كان أوجه وسيط ممكن يقدمه أولئك الأعيان للشيخ البهائي في إصفهان، بقصد التمهيد للقاء الشاه، ولهذا حق له أن يغمزهم وينعى جهلهم بمقداره، الذي عرفه البهائي وقدره حق قدره.

ويلاحظ أن أبا البحر لم يبرح معتزًّا بهذا المسعى الذي حقق به فوزًا سامقًا على أقرانه من العلماء، بنيله الحظوة لدى البهائي، ولدى الشاه عباس وهي حظوة أفاد منها أهل البحرين عامة بالتخلص من المحتل البرتغالي - نلمس ذلك واضحًا في تأنيبه للسيد ماجد بن هاشم الصادقي، وهو أبرز الشخصيات المشاركة في الوفد، وذلك في قصيدة عاتبه فيها على إساءة بدرت منه، فيقول له مفاخرًا رغمًا عن علو مقامه، وصيته الطائر(27):

سقى الله بالجرعاء حيًّا وإنني

همُو أشرعوني باب كلِّ رغيبة

بذاك قد استسقيته لحاتيا

وكفوا الأذى عن أن يلم ببابيا

ولن نفهم مراده من هذين البيتين ما لم نعرف ذلك الحي المقيم بالجرعاء، وهنا نحتاج إلى البحث في آثار البهائي نفسه فقد يكون فيها ما يفيدنا بما يقصده أبو البحر بالجرعاء، يقول البهائي:

قف بالطلول وسلها أين سلماها

وروِّ من جُرع الأجفان جرعاها


فما العلاقة بين هذا البيت وبين بيتي أبي البحر؟ تتضح العلاقة عند معرفتنا بأن بيت البهائي هو مطلع قصيدته التي رثى فيها والده عندما توفي في البحرين، والخطي حين يلمح إليه فإنما يذكره بفضل البهائي، وبأنه هو واسطته إليه، ولذا فهو يخاطبه في كثير من الزهو والتعالي بقوله:

أعيذك أن أصفو وتكدر، أو أفي

وأبتدر الغايات سبقًا فأنتهي

وتغدر، أو أدنو وتصبح نائيا

لأبعدها شأوًا، ولست أماميا


أي غايات تلك التي انتهى أبو البحر لأبعدها شأوًا وتخلف السيد عنه ؟

أظن أن في ما بينته من نصوص كفاية لبيانها.

الهوامش :

1 - تحفة المجاهدين في أحوال البرتغاليين . الشيخ أحمد بن زين الدين المعبري المليباري . تقديم وتحقيق محمد سعيد الطريحي . مؤسسة الوفاء . بيروت . ط 1 . 1985م. ص : 262 - 362 ، والخليج بلدانه وقبائله . س . ب . مايلز . ترجمة محمد أمين عبد الله . منشورات وزارة التراث القومي والثقافة . سلطنة عمان . ط 4 1990م ص: 175 ، والخليج الفارسي . أرنولد ويلسون . منشورات وزارة التراث القومي والثقافة . سلطنة عمان ط 3 . 1988م ص : 66 - 69 ، وتاريخ عمان . وندل فيلبس . ترجمة محمد أمين عبد الله . منشورات وزارة التراث القومي والثقافة . سلطنة عمان . ط 3 . 1989م . ص: 41 - 50

2 - الخليج بلدانه وقبائله . مرجع سابق . ص : 192 - 193 ، وتاريخ الخليج . ويلسون . مصدر سابق ص : 70 .

3 - الخليج . ويلسن ص : 218 مرجع سابق .

4 - نسخة بمكتبة الأسد ( الظاهرية ) . دمشق تحت رقم 3365 شعر ص : 87 ، ونسخة في مكتبة المرعشي النجفي بقم . ايران قسم المخطوطات , رقم 4969 ص : 59 ، ونسخة في القطيف بحوزة المرحوم عبد الله بن منصور أبو السعود ص : 48 ، وانظر الوقفية مع مقالنا ( شيء عن الوثائق ) . مجلة الواحة . العدد الثاني . سبتمبر 1995 . ص : 16

5 -الخليج . ويلسن ص : 219 مرجع سابق ، ومجلة الوثيقة . مجلة فصلية تصدر عن مركز الوثائق التاريخية بديوان أمير دولة البحرين . ع 4 ربيع الآخر سنة 1984م ص : 128 - 132 .

6 - رسالة القبطان البرتغالي كريشطفاو دو مندوسا ، مجلة الوثيقة . مصدر سابق ع 4 ص 128 - 132 .

7 - مجلة الوثيقة . مصدر سابق ص : 133 - 139 .

تحفة المستفيد ، تاريخ الأحساء في القديم والحديد . محمد بن عند الله آل عبد القادر . مكتبة المعرف بالرياض ومكتبة الأحساء الأهلية . الطبعة الثانية . 1982 م . ص : 121 .

8 - أبوه شرف الدين الذي قاد حملة البرتغاليين على البحرين وقتل فيها مقرن بن زامل الجبري وفي ذات الحملة استولى على القطيف سنة 1521 م وولده ركن الدين محمود وزير البحرين كان موجودًا حتى سنة 1009 هـ ، وقد مدحه الشيخ جعفر الخطي بأربع قصائد . راجع مقال الأستاذ أحمد بو شرب . مجلة الوثيقة عدد 4 ص : 133 - 139.

9 - بنوا خالد وعلاقتهم بنجد . عبد الكريم عبد الله المنيف الوهبي دار ثقيف للنشر والتأليف . الرياض . ط 1 . 1989 م .ص :

10 - يفهم مما ورد في وزير هرمز ركن الدين الموجهة إلى ملك هرمز المنفي إلى لشبونة أن القطيف خانت ملك هرمز ودخلت في حوزة ملك الأحساء ( مانع بن راشد ) ، وتحدد رسالة القبطان البرتغالي برنالدين دوسوزا الموجهة إلى ملك البرتغال تاريخ تلك الخيانة بسنة 1539م ، وكلا الرسالتين تتفقان مع ما ذكره المؤرخون من قيام أهل القطيف بطرد البرتغاليين وطلب الحماية من الأتراك ، راجع الوثيقة ص : 134 ، مرجع سابق .

11 - تحفة المجاهدين . أحمد بن زين الدين المعبري المليباري . تقديم محمد سعيد الطريحي . مؤسسة الوفاء بيروت . ط 1 . 1985 م . ص : 277 - 280 .

12 - ساحل الذهب الأسود . محمد سعيد المسلم . دار مكتبة الحياة بيروت . ط 2 . 1962 . ص : 171 _ 172 .

13 - مجلة الوثيقة عدد 4 ص : 133 - 139، .

14 - دليل الخليج . ج . ج . لوريمر . منشورات قسم الترجمة بمكتب أمير دولة قطر بدون تاريخ القسم التاريخي جـ 1 / 16 ، والخليج . ويسلون مصدر سابق ص : 220 ، والخليج بلدانه وقبائله . مصدر سابق ص :

15 - رسالة إلى حاكم البحرين مراد شاه . مجلة الوثيقة ع 1 . يونيو 1982 . ص : 149 ، وانظر أيضًا ص : 145 - 146 .

16 - مجلة الوثيقة ع 10جمادى الأولى 1987 م ص : 121 .

17 - بنو خالد وعلاقتهم بنجد مصدر سابق ص : 138 - 139 .

18 - التنظيمات الإدارية العثمانية في إيالة البصرة . مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ع 35 9 رمضان 1983 ص : 129 ودليل الخليج . مصدر سابق . القسم الجغرافي . جـ 2 / 855 .

19 - يريد بالحضرة الخانية : الخان ، أي الأمير ،أو الحاكم ، والمقصود حاكم مقاطعة شيراز وكان في ذلك الوقت إمام قلي خان ، وهو الذي قاد العمليات التي انتهت بطرد البرتغاليين من هرمز . راجع : الخليج . ويلسن :

20 - الذخائر أو تاريخ البحرين . الشيخ محمد علي العصفور . مخطوط . مؤسسة البقيع للتراث . السيد زينب . سوريا . ص : 42 .

21 - التحفة النبهانية . محمد بن خليفة النبهاني . درا إحياء العلوم . بيروت ، والمكتبة الوطنية . البحرين . ط 1 . 1986 م . ص : 73 - 74 .

22 - وأعيان الشيعة . سيد محسن الأمين . تحقيق سيد حسن الأمين . دار التعارف للمطبوعات . بيروت . 1986 مجـ 9 / 236

23 - أطلس التاريخ الإسلامي . حسين مؤنس . الزهراء للإعلام العربي . القاهرة ط 1 . 1987 م ص : 360 ،

24 - مخطوطة ديوان أبي البحر جعفر الخطي . الظاهرية ص : 30 - 13 ، ومكتبة المرعشي . ص : 25 .

/ 32 - 35 . والمنجد في الأعلام . خارطة الطرق التجارية رقم 2 .

26 - ديوان أبي البحر الخطي . طبع بعناية السيد علي الهاشمي . مطبعة الحيدري . طهران: 1373 ص : 63 - 65 .

27 - نفسه ص : 123


المصدر: مجلة الواحة - العدد 9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق